تعد النواحي النفسية لمرض السكري أمرًا غالبًا ما يُغفل أو يُنظر إليه على أنه جانب ثانوي من المرض، إلا أنها تمثل جزءًا حيويًا ومؤثرًا في تجربة المريض. يعيش الأشخاص المصابون بمرض السكري على مدار الساعة مع تحديات متعددة لا تقتصر فقط على إدارة مستويات السكر في الدم، بل تتعداها لتشمل تأثيرات عاطفية ونفسية عميقة.
عندما يتعامل الفرد مع تشخيص مرض السكري، يمكن أن يواجه مجموعة متنوعة من الأحاسيس، بما في ذلك الصدمة والغضب والحزن، فضلاً عن القلق والشعور بالعجز. يمكن لهذه المشاعر أن تؤثر على الحالة النفسية والجودة العامة للحياة، وتضعف القدرة على التعامل مع التحديات اليومية بكفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض المرضى من الاكتئاب والقلق، وهما اضطرابان شائعان يمكن أن يتطورا نتيجة للتحديات المستمرة المرتبطة بمرض السكري والضغوطات المرتبطة به. تصبح مواجهة الحالة المزدوجة لمرض السكري والاكتئاب أو القلق تحديًا إضافيًا يستدعي دعمًا متعدد الوجوه من الأطباء والمختصين في الصحة النفسية.
لا ينبغي أن ننسى أيضًا أن للدعم النفسي دورًا هامًا في التعامل مع مرض السكري. فالمساعدة في التعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بالمرض يمكن أن تساعد في تعزيز الالتزام بالعلاج وتحسين نتائج الصحة. من خلال فهم النواحي النفسية لمرض السكري، يمكننا إحداث فرق كبير في تجربة المرضى ودعمهم في رحلتهم نحو الصحة والرفاهية.
من المعروف إنه عند اكتشاف أي مرض في أطفالنا فإنه يصبح شعور لا نستطيع استقباله وفهمه ونصاب بالضيق والفزع والقلق الذي يشعرنا أن الحياة توقفت ,ولكن سرعان ما يعود إلينا النبض ونتذاكر دائما أن كل امر بني ادم خير كما ذكر في قراننا الكريم
[البقرة:155-157]. وقال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
[الأنبياء:35]. وقال تعالى:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)
![]() |
| الجانب النفسي لداء السكر علي الطفل والعائلة |
ما هوداء السكري؟
مرض السكر، المعروف أيضًا باسم داء السكري، هو مجموعة من الاضطرابات الحاصلة عن ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم. يتميز داء السكري بفشل الجسم في إنتاج أو استخدام الأنسولين بشكل فعال. الأنسولين هو هرمون يلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من داء السكري:
1.النوع الأول (السكري من النوع 1) (Type 1 Diabetes)
- يحدث عندما يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين.
- يكون غالبًا مرتبطًا بعوامل وراثية ويمكن أن يظهر في سن مبكرة.
- يتطلب العلاج اليومي بواسطة حقن الأنسولين.
- يحدث عندما يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين.
- يكون غالبًا مرتبطًا بعوامل وراثية ويمكن أن يظهر في سن مبكرة.
- يتطلب العلاج اليومي بواسطة حقن الأنسولين.
2. النوع الثاني (السكري من النوع 2):
- يحدث عندما لا يستجيب الجسم بشكل كافٍ للأنسولين أو لا ينتج كميات كافية منه.
- يرتبط بشكل أساسي بأسلوب حياة غير صحي، مثل النظام الغذائي السيء وقلة النشاط البدني.
- يمكن أن يتم التحكم في بعض الحالات عبر التغييرات في نمط الحياة والأدوية.
3. السكري الحملي:
- يحدث أثناء الحمل ويختفي عادة بعد الولادة.
- يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 لاحقًا.
أعراض داء السكري قد تشمل العطش الزائد، التبول المتكرر، الشعور بالجوع المستمر، فقدان الوزن الغير مبرر، التعب، والشعور بالتعب. يمكن أن يؤدي عدم علاج داء السكري إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل مشاكل في القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، ومشاكل في النظر، وفقدان الأطراف.
يجب على الأفراد الذين يعانون من داء السكري التعاون مع الفريق الطبي للحفاظ على صحتهم والوقاية من المضاعفات المحتملة. للمزيد زروا داء السكري لدى الأطفال
الإنسولين :
الإنسولين هو هرمون يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات السكر في الدم. يساعد الإنسولين في تمكين الخلايا من امتصاص السكر (الجلوكوز) من الدم واستخدامه كمصدر للطاقة. في حالة السكري، يمكن أن يكون هناك انخفاض في إنتاج الإنسولين أو عدم قدرة الجسم على استخدامه بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
المشاعر التي قد يواجها الأفراد عند اكتشاف مرض السكر:
مرض السكر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية ونفسية إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد. يشمل علاج السكري تغييرات في نمط الحياة مثل التغذية الصحية والنشاط البدني، إضافة إلى العلاج بالأدوية أو الإنسولين في بعض الحالات. تحتاج الأشخاص المصابين بالسكري إلى متابعة دورية من قبل الفريق الطبي للتحكم في مستويات السكر في الدم والحفاظ على صحتهم العامة.
الصدمة والإحباط:
- قد يشعر الشخص بصدمة عندما يتم تشخيصه بمرض السكر لأول مرة، وذلك لأنه يعتبر تحولاً كبيراً في حياته.
الرفض والإنكار:
- قد يحدث الرفض الأولي والإنكار، حيث يحاول الشخص تجاهل أو عدم تقبل حقيقة إصابته بالمرض.
القلق والخوف:
- يمكن أن يشعر الفرد بالقلق حيال المستقبل وكيفية التعامل مع المرض وتأثيره على حياته اليومية.
الغضب والحزن:
- قد يظهر الغضب والحزن بسبب الشعور بالظلم أو الاستياء من الوضع، خاصة عند التفكير في الضغوط التي قد يفرضها مرض السكر.
البحث عن المعلومات:
- بعد فترة، قد ينجذب الفرد نحو البحث عن المزيد من المعلومات حول مرض السكر وكيفية إدارته.
تقبل الحقيقة والتكيف:
- يمكن أن يأتي التقبل تدريجياً مع فهم أفضل للحالة وتطبيق استراتيجيات للتكيف مع الحياة مع مرض السكر.
البحث عن الدعم:
- يمكن أن يكون البحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة أو المجتمع الطبي مهمًا لمساعدة الشخص في التعامل مع المشاعر الصعبة .مهم جداً أن يكون هناك دعم عاطفي ونفسي للفرد المصاب بمرض السكر، وأن يتم تقديم المساعدة اللازمة له لتسهيل عملية التكيف مع الحياة مع هذا المرض المزمن.
![]() |
| معاناة أطفال مرضي السكري |
ماهي الحالة النفسية التي تسيطر علي الشخص المصاب بمرض السكر؟
الأفراد المصابين بمرض السكر ( داء السكري) قد يواجهون تحديات نفسية بسبب الطبيعة المزمنة للمرض والحاجة إلى التعامل معه بشكل دائم. إليك بعض الحالات النفسية التي قد تؤثر على الأفراد المصابين بمرض السكر:1. القلق والتوتر:
- قد يشعر الأفراد بالقلق حيال كيفية التعامل مع متغيرات مستويات السكر في الدم وضبطها بشكل فعّال .وفهم طبيعة المرض وعلاجه
2. الاكتئاب:
- يمكن أن يتسبب الضغط المستمر والتحديات في التعامل مع المرض مشاعر الاكتئاب لدى بعض الأفراد.
3. التوتر النفسي:
- قد يشعر البعض بالتوتر النفسي نتيجة للالتزام الدائم بالعلاج وضرورة تغيير أسلوب حياتهم.
4. انعدام الرغبة في العلاقات الاجتماعية:
- قد يشعر بعض الأفراد بالانعزال أو انعدام الرغبة في المشاركة في الفعاليات الاجتماعية بسبب الاهتمام المستمر بالعناية بمستويات السكر وتجنب بعض الأطعمة.
5. انخراط في سلوكيات غير صحية:
- قد يلجأ البعض إلى تناول الطعام أو تناول المشروبات بشكل غير صحي كوسيلة للتعامل مع الضغوط النفسية مما يؤدي الي تفاقم الحالة الصحية ويعتبر أحد وسائل الأنكار لعدم تقبل المرض
6. انخراط في السلوكيات الذهنية السلبية:
- يمكن أن تظهر أنماط فكر سلبية حيال المرض، مثل الشعور بالعجز أو الشعور بالعار أو النقص
7. التأثير على الجودة النوم:
- القلق والاكتئاب قد يؤثران على نوعية النوم، مما يزيد من التعب والتوتر.
التثقيف الصحي الضروري لمرضى السكري، خاصة الأشخاص الذين يعانون من داء السكري النوع الأول:
1.فهم نوع السكري المصاب به الشخص:- يتسبب داء السكري النوع الأول في نقص إنتاج الإنسولين في البنكرياس، مما يتطلب حقن الإنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم.
2. أهمية قياس مستويات السكر بانتظام:
- يجب على المريض قياس مستويات السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس الجلوكوز المحمول.
3. التغذية الصحية:
- تحديد نظام غذائي صحي يتضمن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة.
4. ممارسة الرياضة:
- النشاط البدني يساعد في تحسين استخدام الجسم للإنسولين وتحسين مستويات السكر في الدم.
5. التعلم عن الإنسولين:
- فهم كيفية حقن الإنسولين، وضبط جرعاته وتخزينه بشكل صحيح.
6. الوعي الكامل عن علامات الارتفاع والانخفاض في مستويات السكر:
- الوعي بالأعراض والعلامات التحذيرية لارتفاع مستوى السكر (كثرة التبول، العطش الزائد) وانخفاض مستوى السكر (الدوار، العرق البارد)، وكيفية التعامل معها.
7. المتابعة المنتظمة للطبيب:
- يجب على المريض زيارة الطبيب بانتظام لمراقبة حالته وضبط خطة العلاج.
الدعم النفسي للشخص المصاب بداء السكري
يعتبر الدعم النفسي أمرًا هامًا لمرضى السكري، حيث يمكن أن يساعد في التعامل مع التحديات النفسية والعاطفية التي قد تنشأ نتيجة للإصابة بالمرض و يساهم في تحسين جودة حياة مريض السكري ويساعد في تحقيق توازن شامل بين الجوانب الجسدية والنفسية للصحة. إليك بعض النصائح لتقديم الدعم النفسي لمريض السكر:
1. التواصل الفعّال:
- قد يشعر الشخص المصاب بالسكري بالضغط والقلق والتوتر فيكون التحدث بصراحة حول مشاعره وتجاربه مهمًا. يجب على المحيطين به أن يكونوا مستعدين للاستماع وتقديم الدعم
2. تشجيع على التعلم:
- يمكن أن يساعد الشخص المصاب بالسكري على التأقلم من خلال فهم المزيد حول المرض وكيفية إدارته. توفير موارد تعليمية وتشجيعه على متابعة الأخبار الطبية يمكن أن يقوي شعوره بالسيطرة.
3. التشجيع على الالتزام بالعلاج:
- يجب تشجيع المصاب بالسكري على الالتزام بخطة العلاج الموصوفة من قبل الفريق الطبي. الالتزام بالعلاج يمكن أن يقلل من مضاعفات المرض وتحسين الرفاهية العامة.
4. المشاركة في رعاية الصحة النفسية:
- قد يكون من المفيد للشخص المصاب بالسكري مشاركة متخصصي الصحة النفسية في رعايتهم. الاستشارة النفسية يمكن أن تكون ذات فائدة في التعامل مع التحديات النفسية وتطوير استراتيجيات تأقلم فعّالة.
5. تحفيز نمط حياة صحي:
- يجب تشجيع الشخص المصاب بالسكري على اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني. يمكن أن يساعد ذلك في تحسين المزاج والتحكم في مستويات السكر في الدم.
6. توفير الدعم الاجتماعي:
- يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة مهمًا. يجب على المحيطين بالشخص المصاب بالسكري أن يكونوا حساسين لاحتياجاته ويقدموا الدعم عند الحاجة.
7. التحفيز للمشاركة في أنشطة اجتماعية:
- يجب تشجيع الشخص على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترويح عن النفس. ذلك يساعد في تقوية الروابط الاجتماعية وتقليل العزلة.
8. معالجة التوتر والقلق:
- التعامل التوتر مثل التأمل والتمارين التنفسية يمكن أن تكون فعّالة في تقليل مستويات التوتر والقلق.
في النهاية، يعتبر التواصل المستمر مع الفريق الطبي وتقديم الدعم الشامل للشخص المصاب بداء السكري أمورًا حيوية للمساعدة في تحقيق توازن صحي ونفسي


تعليقات
إرسال تعليق
اي تعليق يهمنى