الاضطرابات النفسية

مهما حاولت إن أوضح مدي الخطورة الناتجة عن تعرض أطفالنا للضرب والعنف فحقا لن أستطيع  سرد مدي الأضرار الناجمة, ليس في الصغر فقط بل علي المدي البعيد

سوف أخذاكم أيها الوالدين والمعلم والمعلمة في رحلة قصيرة هنا  

أنا أيضا تعرضت للضرب كثير في الصغر ولكن أعلم جيدا إن والداي أفضل ما يعرفونه قدموه لنا  فدعونا نتعلم نحن كي لا نكرر الأخطاء

 الضرب في الأطفال يشكل هذا الأمر جزءًا حيويًا من تكوين الطفل وتأثيره النفسي والاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض للعنف إلى تأثيرات نفسية عميقة، مثل زيادة مستويات القلق والاكتئاب حيث يتسبب في وجودهم في بيئة مليئة بالتوتر.

تأثير الضرب علي الأطفال 

حيث لا يشعر الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري بالشعور بالأمان والدفء والحب. في الواقع، يعتبر العنف الأسري أيضًا واحدًا من أهم المشاكل التي تؤدي إلى سلوك غير صحي مثل العصيان والجريمة وإدمان الكحول، إلخ

ما هو الضرب والعنف في الأطفال؟

يتسبب الضرب والعنف في الأطفال في تأثيرات سلبية على نموهم النفسي والاجتماعي، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية وسلوكية في المستقبل

 أي تصرف يتسبب في إلحاق ضرر جسدي أو نفسي بالأطفال كالاتي:
-الضرب في الأطفال:
 يشير إلى استخدام القوة البدنية لإلحاق الألم أو الإيذاء بجسد الطفل. يمكن أن يكون الضرب عبارة عن الصفع، اللكم، استخدام الحزام أو العصا، أو أي تصرف يتسبب في إلحاق آلام جسدية. فمثلا بعض الآباء تستخدم النار لكي الطفل مثلا 

-العنف في الأطفال:
 العنف يشمل أي تصرف أو سلوك يؤدي إلى إلحاق ضرر نفسي أو عاطفي بالطفل. يمكن أن يكون العنف عبارة عن التهديد بالعقوبة، السب والشتم، التجاهل العاطفي، المقارنة بالآخرين, أو أي تصرف يتسبب في آثار نفسية سلبية على الطفل.

 هل للضرب تأثير علي الصحة البدنية للأطفال؟

تأثير الضرب الجسدي على الصحة البدنية للأطفال يمكن أن يكون شديدًا، وقد يشمل عدة جوانب:
1-الإصابات الطفيفة والجروح وأحيانا الموت:
قد يتسبب الضرب في ظهور جروح طفيفة مثل الكدمات والخدوش، ولكن قد يؤدي أيضًا إلى إصابات أكثر خطورة مثل الكسور أو التمزق أو الحرق وفي بعض الأحيان يؤدي الي الموت وانا لا اكبر المشكلة فرأيت طفلا في عمر السادسة من شدة الضرب أبوه رماه من البلكونة وللأسف استلامنا في المستشفى متوفي وذلك لان البعض عندما يتعصب لا يدري ماذا يفعل

وقد نهي سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم)- حرم ضرب الوجه، سواء في  الصغير أو الكبير. وقال في حديث صحيح "فإن الله خلق آدم على صورته أي على صورة المضروب"، فالنبي نهى عن ضرب الوجه حتى في القتال، لأن فيه امتهانا للمضروب، وهذا لا يجوز 

• وقد شدد في القرآن على ضرورة الرحمة واللطف في التعامل مع الأطفال. على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة الكهف (الآية 19): "وكذلك بعثناهم ليتسألوا بينهم ۚ قال قائِل منهم كم لبِثتم ۖ قالوا لبِثنا يومًا أو بعض يوم ۚ قالوا ربكم أعلم بما لَبِثتم فابعثوٓٔ أحدكم بورِقِكُم هَٰذِهِ إلَى الْمَدينَةِ فليَنْظُر أَيُّهَا أَزكى طعامًا فليَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ ولَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا."

2-تأثير على النمو والتطور:

تأثير الضرب على النمو والتطور العقلي للأطفال يمكن أن يكون خطيرًا ويترك آثارًا على مستوى العقل والنفس. إليك بعض النقاط التي تشير إلى كيفية تأثير الضرب على العقل وخصوصا الضرب المتكرر:

تأثير على الذكاء والتفكير:

   - الأطفال الذين يتعرضون للضرب قد يظهرون تأثيرًا سلبيًا على الذكاء والقدرة على التفكير الإبداعي. يمكن أن يؤدي الضغط النفسي والتوتر الناجم عن الضرب إلى تقليل قدرتهم على التركيز وفهم المفاهيم بشكل فعّال.

تأثير على التعلم والذاكرة:

   - قد يؤدي التعرض للضرب إلى تأثير سلبي على قدرة الطفل على التعلم والتذكر. الطفل الذي يشعر بالخوف أو التوتر قد يجد صعوبة في استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها.

تأثير على التطور اللغوي:

   - الضرب قد يؤدي إلى تأثير سلبي على التطور اللغوي للأطفال، والبعض يتأخر في الكلام  حيث قد يتأثرون بتطوير مهارات اللغة والتعبير عن أنفسهم بشكل صحيح نتيجة للتوتر الناجم عن التعرض للعنف.

3-اضطرابات في النوم والتغذية:

يعاني الأطفال الذين يتعرضون للضرب قد يعانون من اضطرابات في النوم والتغذية، حيث قد يؤدي التوتر إلى صعوبات في النوم وفقدان الشهية وفقدان للوزن 

4- استجابات الطفل للإجهاد:
- يمكن أن يؤدي الضرب إلى زيادة مستويات الإجهاد لدى الأطفال، مما يؤثر على جهازهم المناعي ويجعلهم أكثر عرضة للأمراض

5-تأثير على النظام الهضمي:
- يمكن أن يؤثر الضرب على وظائف النظام الهضمي للأطفال، مما يسبب مشاكل مثل الغثيان والقلق الهضمي وأحيانا  "التبول اللاإرادي"

تأثير الضرب علي الصحة البدنية للأطفال

الأضرار النفسية الناتجة عن ضرب الأطفال

ضرب الأطفال يمكن أن يسبب العديد من الأضرار النفسية، وهذه الآثار يمكن أن تظهر على المدى القصير والطويل. من بين الأضرار النفسية المحتملة:

1.-اندماج الطفل في سلوكيات عدوانية:

   - قد يتطوع الأطفال الذين يتعرضون للضرب في سلوكيات عدوانية كوسيلة للتعبير عن الغضب أو الإحباط الذي يشعرون به.

2-نقص الثقة بالنفس:

   - يمكن أن يؤدي الضرب إلى نقص الثقة بالنفس وانهيار صورة الطفل لنفسه. قد يشعر الطفل بأنه غير قيم أو غير محبوب.

3-التوتر والقلق:

   - يمكن أن يسبب الضرب توترًا نفسيًا وقلقًا دائمين للطفل، مما يؤثر على حالته العقلية بشكل عام.

4- ضعف العلاقات الاجتماعية:

   - يمكن أن يسهم الضرب في تشويش العلاقات الاجتماعية للطفل، حيث قد يظهر انعزالًا أو صعوبة في التفاعل مع الآخرين.

5- تأثير على التفكير الإبداعي والذكاء:

   - قد يؤدي الضرب إلى تأثير سلبي على التفكير الإبداعي والذكاء، حيث يمكن أن يكون الطفل منغلقًا نفسيًا وذهنيًا بسبب التوتر المستمر.

6-زيادة احتمالية الاكتئاب والقلق:

   - يمكن أن يزيد الضرب من احتمالية تطوير الأطفال لاضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

7-انعدام الرغبة في التعلم:

   - الأطفال الذين يتعرضون للضرب قد يفقدون رغبتهم في التعلم، حيث يمكن أن يؤدي التوتر والقلق الناجمين عن الضرب إلى صعوبات في التركيز والاندماج في الأنشطة التعليمية.

8-تأثير على الاتصال العاطفي:

   - يمكن أن يؤدي الضرب إلى اندماج ضعيف في العلاقات العاطفية. الأطفال الذين يتعرضون للعنف قد يجدون صعوبة في بناء الثقة وفهم العلاقات الصحية.

9-الرعب والخوف:

    - قد يتطور لدي الأطفال الذين يتعرضون للضرب ردود فعل رهيبة وخوف زائد، ويمكن أن يصبحوا حذرين وغير مستقرين نفسيًا.

10-المشاكل الصحية النفسية المستمرة:

    - الأطفال الذين يتعرضون للضرب قد يعانون من مشاكل صحية نفسية مستمرة، وقد يظهر ذلك في شكل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الهوية. وسوف نتحدث في ذلك الجانب باستفاضة في مقال منفصل 

11-النقص في مهارات حل المشكلات:

    - قد يتعلم الأطفال الذين يتعرضون للضرب استخدام العنف كوسيلة لحل المشكلات بدلاً من تطوير مهارات فعّالة لحل النزاعات.

تأثير ضرب الأطفال على السلوك الذاتي والتطور الاجتماعي للطفل

- الضرب يمكن أن يؤثر على السلوك الذاتي للأطفال، حيث يمكن أن يطوروا سلوكيات هدامة ويظهروا صعوبات في التحكم في أفعالهم.
تأثير على التطور الاجتماعي:
- يمكن أن يؤدي الضرب إلى تأثير سلبي على التطور الاجتماعي للأطفال، حيث قد يظهرون سلوكًا انعزاليًا أو عدائيًا في التفاعل مع الآخرين.
 نمط السلوك غير الصحي:
- قد يؤدي الضرب إلى تطوير أنماط سلوكية غير صحية، مما يزيد من احتمالية مواجهة الطفل للمشاكل السلوكية في المستقبل. إليك بعض الأنماط السلوكية التي قد يساهم الضرب في تنميتها:
1-العنف والعدوانية:
- يمكن أن يتعلم الأطفال الذين يتعرضون للضرب أن العنف هو وسيلة فعالة لحل المشكلات. يمكن أن يظهروا سلوكًا عدوانيًا تجاه الآخرين.
2-تجنب الاندماج الاجتماعي:
- قد يكون للضرب تأثير سلبي على القدرة على بناء العلاقات الاجتماعية. الأطفال الذين يتعرضون للعنف قد يتجنبون الاندماج مع الأصدقاء أو الزملاء بسبب الخوف أو الشعور بالعجز.
3-سلوك السرقة أو الكذب:
- يمكن أن يكون الضرب سببًا لتطوير سلوكيات سلبية مثل السرقة أو الكذب كوسيلة لتجنب العقوبة أو التعامل مع الضغوط.
4-التهرب من المشاكل:
- يمكن للأطفال الذين يتعرضون للضرب أن يتعلموا سلوكيات تهرب من المشاكل بدلاً من مواجهتها، حيث يبحثون عن طرق لتجنب الصراع والتوتر.
5-تأثير سلبي على العلاقات الرومانسية:
- الأشخاص الذين نشأوا في بيئة مليئة بالعنف قد يظهرون صعوبة في بناء علاقات رومانسية صحية وقوية في المستقبل.
6-قلة التحكم الذاتي:
- يمكن أن يؤدي الضرب إلى نقص في التحكم الذاتي، حيث يصبح الفرد أقل قدرة على التحكم في ردود فعله وسلوكه.

تظهر هذه الأنماط السلوكية الغير صحية كرد فعل على البيئة السلبية والعنيفة التي يتعرض لها الأطفال. تُظهر الأبحاث أن الأساليب التربوية الإيجابية والدعم العاطفي تسهم في تطوير سلوك صحي لدى الأطفال، بينما العقوبات الجسدية قد تؤدي إلى آثار سلبية على المدى الطويل.

هل يصبح  الطفل مجرما في الكبر نتيجة تعرضه للضرب؟

البعض الذين تعرضوا للعنف في الطفولة قد يظهرون سلوكًا مشددًا أو يتورطون في أنشطة إجرامية في مرحلة لاحقة من حياتهم، ولكن لا يمكن أن يكون العنف الوحيد العامل المؤثر في تحديد مسار حياة شخص.

في الغالب، يمكن أن يلعب كثرة الضرب و العنف في الطفولة دورًا في تشكيل السلوك علي المدي البعيد، ولكن لا يمكن أن يكون هو العامل الوحيد. العديد من الأشخاص الذين تعرضوا للعنف في الصغر نجحوا في تحقيق نمط حياة صحي وغير جريمي.

يجب تفهم أن الأطفال يحتاجون إلى بيئة آمنة وداعمة لتطويرهم النفسي والاجتماعي. بدلاً من الضرب، يُشجع على استخدام أساليب تربوية إيجابية وفعّالة لتوجيه السلوك وتعزيز تطور صحي للأطفال.

وسوف نتحدث عن تلك الأساليب في لقاء أخر